بنشاب: سيدي الرئيس
لست أدري، أحاضر أنت أم غائب؟
ولست أدري، وقد كنت عَلِيما بالوطن ومكوناته، وعليما بمن يتقول على هذه المكونات التي كتب الله لها أن تعيش متآلفة ومنسجمة، وهي علمية بأن ذلك محض مصلحتها، لا يمنه أحد، ولا يستطيع تغيير آليات ترابطه، فلست أدري، أجئت لتفسد أم لتصلح؟ ... ولكل من الإفساد والإصلاح مسالكه، التي يدركها غير العاقل، فما بالك بالعاقل والمتتبع، والمسكونة بحب الوطن والحرص على مصالحه!...
لست أدري، وقلته مرارا، لم تكريم واسترضاء هؤلاء الذين يسعون لتدمير هذا الوطن إن استطاعوا إلى ذلك سبيلا! ...
لست أدري لماذا توفر لهم من الأمن والأمان، ما لا توفره لغيرهم، ممن تلوح عليه سمات حب الوطن والحرص على المصالح العليا؟
يسجن الرئيس السابق #عزيز بأتفه الأسباب وأكثرها بعدا عن الحق والحقيقة، ويسجن كل مدون أبدى رأيه في حالة استثنائية مما يرى، ويسجن مناصرو #عزيز لمجرد إبداء التعاطف أو الدعوة للعدالة في قضيته، وبالمقابل يترك الحبل على الغارب لآكلي المال العام عنوة، ولمهربي العملات قهرا، ولدعاة الفتن جَهْرًا؟...
صدق عميد النضال الوطني المرحوم محمد يحظيه ولد أبريد الليل، حين قال إن الرئيس غزواني كتب عليه ألا يمر بموضع قدم فيه مصلحته، وصدق حين قال إن مثله كمثل من هبط مع سلم، ليجد أمامه هاوية لا مفر منها، لكني خلافا لما قال العميد، أرى أنه صعد فعلا، ولكن نحو الهاوية للأسف الشديد.
ليعلم صمبا تام ورهطه من المستلبين أن العربية باقية وستبقى، وأن الفرنسية آفلة وستزول، وأن الهوية لا تخلق بالاستجلاب والانحياز للأحلاف الاستعمارية، وأن الوطن لا يقبل التجزئة ولن يقبلها، وأن الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ...