بنشاب : لم يكن أحمد هارون لِيتّهم الرئيس الحالي و وزير عدلٍ مّا و وزيرا أولا من بين اثنين لا ثالث لهما ومسؤولين ساميين إلا بما وقف عليه ورآه بأُم عينيه ولمسه بيديه ثم احتفظ بنسخة منه في مكان آمن أعتقد أنه في الخارج ؛ أما تعييره أنه ما تحدث إلا بعد تجريده فهو مردود لأن كل معيّريه دون استثناء يعلمون أن سبب تجريده المباشر والفوري كان حديثا له سابقا في ذات الموضوع ؛ لكنه كان يومئذ ناصحا أمينا نحسبه كذلك والله حسيبه ؛ ونُصْح وُلاة الأمور خاصة لا يكون على الملأ فأراده سرا لكن أيادي خبيثة خفية سرّبته وكل ذلك حجة له لا عليه !!
أما الآن فأصبح يراها كما نراها منزلة فوق النصح : وهي كلمة حق عند سلطان جائر تستحق تضحية كان يتوقعها بل يجزم بها كما كنا نجزم بذلك !! نشهد أن أحمد قام بما عليه مُوظفا ثم بما عليه مُجرّدا ؛ نحكم بالظواهر والله يتولى بالسرائر ؛ ونشهد أن الرئيس ما انتصح لما نصحه وما استبرأ لما اتٌهمه ، أما وديعه فقد أثبت بطريقة وأسلوب حواره لابن سيديا أن الرئيس السابق كان منصفا ومُحقا وهو كان مستحقا إذ طرده عبر الأثير من بين عشرات الصحافة في مؤتمر صحفي مهم أداره آنذاك الصحفي الكبير سيدي ولد النمين !!